مع تسارع السباق نحو الذكاء الاصطناعي.. «غوغل» تسجل تباطؤاً في النمو

مع تسارع السباق نحو الذكاء الاصطناعي.. «غوغل» تسجل تباطؤاً في النمو
شركة غوغل - أرشيف

سجلت شركة "ألفابت"، المالكة لـ"غوغل"، تباطؤًا طفيفًا في النمو خلال الربع الرابع من عام 2024، حيث جاءت إيراداتها وأداء خدمتها السحابية دون توقعات المحللين، مما أثار تساؤلات حول استراتيجيتها الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي، وسط منافسة متزايدة من الشركات الناشئة.

وحققت "ألفابت" إيرادات بلغت 96.5 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى ديسمبر، بزيادة قدرها 12% مقارنة بالعام السابق، إلا أن هذا النمو جاء أقل بقليل من توقعات المحللين. 

وسجلت خدمة "غوغل كلاود" إيرادات بقيمة 12 مليار دولار، مع تباطؤ ملحوظ في نموها، ما أدى إلى تراجع سهم الشركة بأكثر من 7% في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.

وعلى الرغم من أن أرباح "غوغل كلاود" التشغيلية تضاعفت إلى 2.1 مليار دولار، فإن تباطؤ نموها أثار القلق، خاصة أن الحوسبة السحابية تُعد عنصرًا أساسيًا في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي بات محور اهتمام شركات التكنولوجيا والحكومات منذ إطلاق "أوبن إيه آي" لبرنامج "تشات جي بي تي" في أواخر 2022.

منافسة شرسة وتحديات جديدة

واجهت "ألفابت" تحديًا غير متوقع هذا العام من شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة، التي أطلقت نموذجًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل وكفاءة تضاهي منافسيها الأميركيين مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي".

وأدى نجاح "ديب سيك" إلى إعادة النظر في الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات الكبرى في مراكز البيانات والمعدات الحديثة اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وعلق ساندر بيتشاي، رئيس "ألفابت"، قائلاً: "لا يزال لدينا طلب قوي على عروضنا السحابية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي"، مضيفًا أن الشركة ستستثمر 75 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال 2025.

مخاوف حول مستقبل "غوغل"

يواجه نشاط "غوغل" الأساسي، المتمثل في البحث عبر الإنترنت وبيع الإعلانات، تحديات غير مسبوقة بسبب تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي خطوة لمواجهة هذه التهديدات، أطلقت "غوغل" أداة "AI Overviews" التي تتيح للمستخدمين الحصول على إجابات مباشرة بدلًا من تصفح قائمة الروابط التقليدية. 

لكن هذا التغيير يثير مخاوف بشأن مستقبل الإعلانات الرقمية، خاصة مع المنافسة المتزايدة من منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

احتمالات تفكيك الشركة

تواجه "ألفابت" أيضًا خطر التقسيم، إذ أدانتها وزارة العدل الأميركية خلال 2024 بممارسات احتكارية في سوق البحث عبر الإنترنت، مطالبةً ببيع متصفح "كروم"، وهو إجراء قد يكون غير مسبوق.

ويرى محللون أن 2025 قد يكون عامًا حاسمًا لمستقبل "غوغل"، حيث يمكن أن يشهد تحولًا في هيمنتها على الإنترنت إذا استمرت المنافسة في التصاعد. 

ومع دخول شركات ناشئة مثل "ديب سيك" إلى الساحة، تبدو الحاجة ملحة أمام "ألفابت" لإعادة تقييم استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي لضمان بقائها في الصدارة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية